كلمة الكاتب الأديب محفوض جروج في وداع الأخ الأديب الغالي كلارك بعيني

 الأخ العزيز شربل بعيني المحترم
إن الحزن الذي أنزله خبر انتقال الأخ كلارك بعيني إلى الأمجاد السماوية أحدث جرحا ً وأسىً عميقا ً في قلبي .
لقد منيت الجالية اللبنانية والعربية بخسارة جسيمة إذ هوى عمود قوي من أعمدتها ، وأفل نجم من نجوم الجالية المشهود له بخدمتها بعدما أشرق بسمائها وقتا ً طويلا ً.
إن كلارك وجد في هذا العالم لكي يكون له تأثير يسكبه عليه من جمال روحه ، ونقاوة قلبه ، وطهارة نفسه المحبة والمضحية .
كان يعرف تمام المعرفة بأن الحياة قصيرة ، والوقت محدود لذلك حاول أن يجعل من سفرته سفرة مليئة بأعمال المحبة والخدمات الإنسانية ، وهو يسافر على متن سفينة الحياة ، فكان قدوة حسنة أمام الناس متمثلة باكتسابه الأخلاق النبيلة العالية ، مما جعل تأثيره ظاهرا ً بارزا ً أينما وجد وحيثما حل ، فقد كان قريبا ً من قلوب الجميع وحياتهم لأنه كان رسول هدى وحب وإصلاح ، وشجرة خضراء مورقة تثمر أثمارا ً غضة يانعة طيبة المذاق ،
وشمسا ً مشرقة في نفوس أفراد الجالية ، وعلى الأخص لمن كان يعرفه حق المعرفة .
كما كان ينبوع خير وبركة لا ينضب له معين لأن همه الوحيد كان متمثلا ً في أن يخلق من أبناء الجالية وشبابها جبابرة يتحملون أعباء هذه الحياة بقوة وثبات، وينطلقون بعزائم قوية إلى الشمس لينقشوا على جبهتها شموخهم وإباء نفوسهم ، كما يؤمن إيمانا ً قاطعا ً أنه وجد في هذه الحياة أيضا ً ليحقق رسالته الأدبية والتربوية خير تحقيق ، ويبرز على الملأ القوى الخفية النبيلة الكامنة في أعماقه من غيرة واندفاع ليخدم بما وهبه الله من علم وأدب ، وأن يكون قريبا ً من الناس فلا يترك فرصة تفوته إن لم يقم فيها بواجب المشاركة مع الآخرين في السراء والضراء ،وهذا ما جعله معززا ًمكرما ً ومحترما ً من الجميع .
فإلى آل بعيني المفجوعين في لبنان والمهجر ، وعلى الأخص الحبيب شربل بعيني أقدم لكم أحر التعازي القلبية ، وأسأله تعالى أن يمد يده ويمسح كل دمعة حزن من عيونكم ، ومن عيون محبيه ، وأدعو لكم بطول البقاء .
أرجو أن تساهم كلمتي هذه ببلسمة الجروح المكلومة ، وتكون تعزية للأهل والمحبين .
ثق يا عزيزي شربل بأن الشمس خلف الغيمة . والسلام .

                                 محفوض جروج – محردة – سوريا .
                                           28/ 6 / 2017  م /

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق