عيسى القنصل في ديوانه الجديد (تمددي في روحي) أبكاني دماً

الرائع شربل..
ما أجمل أن تكون دموعي بين يديك.
اعلم انها سوف تنمو طهارة وانتماء الى الحياة
عيسى القنصل
**
بهذه العبارات الباكية أهداني الشاعر الاردني عيسى القنصل، المغترب في الولايات المتحدة الأميركية، ديوانه الأخير "تمددي في روحي"، لا ليفرّحني بل ليفجّر الدموع من عينيّ. فكل كلمة في الكتاب حزينة، حتى صورة الغلاف.
وعيسى القنصل يرفض أن ينسى ما حصل في الخامس والعشرين من أيار عام 2015، يوم اجتاحت الفيضانات مدينة هيوستن الاميركية، واغتالت رفيقة عمره مدة ثمانية وثلاثين سنة:
لماذا لم يزل وجعي 
يلاحقني
ويقتلني
ويسبي راحتي مني؟
لماذا؟ لأن التي سرقها الموت قبل اسبوع واحد من تقاعدها، لم تكن امرأة عادية، كانت "أم عصام" شمس البيت، التي أحبت الشاعر بجنون، فأعلن جنونه حين غابت:
ملاكاً كنت سيدتي
أناملك
سعت دهراً لتسعدني
وما تعبت وما شحّت
ولا غابت عن الدار
أنه يناجيها بحرقة شاعرية تقتل صاحبها لا محالة:
نهاد، يا حبيبتنا
غيابك موجع روحاً
فيحرقني
رماداً سوف يتركني
لأرض الحزن والحرمان والفقد
أنا قلب بلا ضلع ليحميه
أنا وجع دوائي صار منقرضاً
فلن أشفى الى الأبد
والمعروف عن الشاعر انه يغلّب العقل على العاطفة، إلا أن شاعرنا، أبى ان يكبح جماح عاطفته، فراح قلبه يلومه على ذلك، ويسأله:
أرى قلبي 
بعمق الفكر يسألني
لماذا دمعتي سيلٌ على خدي؟
لماذا دائماً أبكي؟
سؤال، طرحه عيسى، دون أن يتمكن من الاجابة عليه، فها هو يصدر مجموعته هذه عن فقيدة الدار والعائلة، وقد يصدر الثانية والثالثة والرابعة  الى أن يوقف قلبه أسئلته ويخلد للراحة:
سوف أبقى عمق حزني
أشتهي يوماً ليأتي
ضمن تابوت لأغفو
باسماً في حضن ربي
أتمنى أن لا يخلد قلب صديقي عيسى القنصل الى الراحة، ليبدع أكثر فأكثر، فالشعر الصادق لا يفجره إلا الحزن الشديد، وما قرأت أصدق من أشعارك. وقد لا أغالي اذا قلت: لقد ابكيتني دماً. أطال الله بعمرك.
شربل بعيني

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق